الطفلُ والرضاعة
تغذية الرضيعة:
إن تغذية الطفل تغذية صحيحة سليمة ، إنما تهدف إلى إعداد طفلٍ سليم ، ينمو نمواً طبيعياً مُطرداً تاماً ، يرتقي بموجبه سلم النمو والتطور بصورة طبيعية سليمة ، ذلك أن نمو الطفل ـ إذا ما كان طبيعياً صحيحاً ـ إنما يدلُ على أن الطريقة التي تتبعها الأم في تغذية طفلها هي ـ على الغالب ـ طريقة صحيحة ، حتى وإن كانت تلك الطريقة ـ فرضاً ـ لا تتبع الطرق المألوفة في تغذية الطفل ، أو تشذ عنها.
والتغذية الصحيحة للرضيع تتطلب قيام انسجام تام ، وتعاون وثيق بين الأم وطفلها ، منذ الوقت الذي يبدأ فيه الرضيع بتناول ثدي أمه ، حتى قيامه بتناول طعامه بنفسه بعيداً عن مساعدة أمه له في ذلك ، كذلك فإن نجاح الطريقة التي تتبعها الأم في تغذية طفلها إنما تبدو نتائجها ، ويظهر أثرها ، من خلال ما يلاحظ من التقدم المطرد في وزن الطفل ونموه ، وانفتاح شهيته للغذاء بصورة مستمرة ، وإقباله على تناول الطعام برغبةٍ صادقةٍ ، وشوق كبير ، مما يدل على سلامة جهازه الهضمي، وخلوه مما يسبب الشكوى ، أو يثير الألم والانزعاج.
إن من أقدس واجبات الأم ، وأخطرها، هو دورها في تغذية طفلها الصغير . إذ أن ذلك الواجب هو في الحقيقة مسؤولية جسيمة كبيرة ملقاة على عاتقها . ذلك أن الطفل ، في هذا الدور ، يقوم بوضع أو لبنات أسس حياته الصحية ، جسمياً ونفسياً ، تلك اللبنات التي تلعب دوراً هاماً في إرساء قواعد صحته، والتي قد يمتد أثرها حتى مستقبل حياته ، عندما يصبح رجلاً كبيراً.